مقال في غاية الصراحة والوضوح , يتطرق لحقائق لا يمكن انكارها , فهي غير فلسفية أو تنظيرية , بل واقعية راسخة تشهد بصحتها شواهد الواقع المرير الذي يعيشه عالم التخلف والجهل والرجعية المُهَيْمَن عليه بسياط السلاطين االاستبدادية ومعاول الهدم الظلامية .. انه عالم الأمة العربية التي نزل القرآن الكريم بلسانها و ومنها بُعِثَ برسالة الهداية خاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , و وصفها العزيز الحكيم في محكم التنزيل بأنها خير أمة أُخرجت للناس , فلماذا صارت أتعس أُمة بين الأمم ؟! لأِنها ببساطة غيرت ما كانت عليه من رفعة وعزة وكرامة الى عكسه تماماً فتركها الله لشأنها وتكلها لقوتها , فشأنها صار في الحضيض السحيق , وقوتها أضحت واهنة لا تخيف عدواً ولا بها يُسرُّ صديق , وحق فيها قول العزيز الحكيم { ان الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم } أي أن الله سبحان لا يغير نعمة أنعم بها على أُمة من الأمم إلا اذاما غيرت تلك الأمة نظام حياتها وتحولت عن موجبات نعمة الله الى موجبات نقمته , وأيضا لا يغير الله جلت قدرته ما بأُمة من ضر حتى تغير منهجيتها غير السوية وتعود الى التمسك بموجبات رحمة الله ونصره .
بودي لو أن صاحب عسف الآيات القرآنية وتأويلها قسراً لإسناد حججه الواهية يقرأ هذا المقال , خاصة وأن كاتبه داعية دين( عايض القرني ) له قصيدتان احداهما في هجاء البعثي صدام حسين والثانية في رثاء ذات المهجوء بالأولى! واللافت أن كلا القصيدتين قيلتا في صدام بعد الاطاحة به , ما يعني أن لا شئ تغير بعد الأولى يوجب الإتيان بالثانية كتصحيح ورد اعتبار ! لكن يبدو أن هوى الداعية الديني ( عايض القرني ) هو الذي تغير من الأولى الى الثانية بـ 180 درجة والسر مازال غامضاً خاصة وأن الشيكات الدولارية قد ولى زمانها مع رحيل المنعم بها على جوقة التلميع وفرقة التزمير , وعلى كل مَنْ لا حياء عنده ولا كرامة ولا ضمير ؛ والمخزي أن الداعية الديني ( عايض القرني ) قد قرر وحكم لـ( صدام ) في قصيدة الرثاء - متجاوزاً مشيئة الله وعلمه - بالشهادة والجنة معاً !!
شكراً لك العراب على النقل المفيد
تحياتي
سـ25ــ12ــ2009ــفاري