لماذا الاقتراب من الدين خط أحمر؟؟
الدين حقيقة في حياتنا يعيش فينا ونعيش فيه .آمن فيه البعض واعتبروه حقيقة صادقة بنصوصه و سلوكه... ولم يؤمن به البعض الآخر واعتبروه اختراعاً بشريّاً ظهر كحاجة نفسية يلجأ إليها الإنسان لمواجهة المجهول والظواهر المخيفة..
والأديان السماوية هي بعض من كلّ لكنها أتت كنصوص مقدسة سماوية منزلة من خالق السماء والأرض والحياة وكل ّالكون’ وقدمت نفسها كحقائق ثابتة لا تقبل النقاش , بل طاعتها واجبة حتى ننال رضا الله وبركاته ونعمته..
النصّ المقدّس هو نصّ لغوي يحمل فكراً يتمثّل بالأوامر والنواهي الإلهية ويحدد سلوكيات المؤمنين و تصرفاتهم. وكأي نصّ لغوي فكري يخضع النصّ الديني للتحليل والمقارنة والتدقيق وإعمال الفكر فيه بغاية الوصول إلى الحقيقة.. لكن البعض لا يقبل الاقتراب من النصّ المقدّس وتحليله بل يعتبر ذلك كفراً وزندقةً لأنَّه حكم مسبقاً على النصّ بأنه من الخالق العظيم. والخالق العظيم يفعل كلّ شيء عظيم وكلامه هو الحقيقة المطلقة. وبعضهم يدافع عن النصّ الديني لأنه مستفيد من المؤسسات الدينية التي كبرت وتضخمت وأصبحت تمثّل مؤسسات اقتصادية كبيرة (بنوك وشركات ومؤسسات وجامعات وعمارات وإدارات ...)والمستفيد سوف يدافع عن الواقع الذي يكسب منه..
ولكن المشككين لهم رأي آخر. فهم قرأوا النصّ الديني وأخضعوه للتحليل العلمي وبحثوا في التطابق التاريخي والعلمي والأخلاقي فزاد شكهم وريبتهم . ونصوص الأديان موجودة بين أيدينا والاضطلاع عليها سهل جدا ,لقد لوحظ تعارض وتضارب بين الأديان السماوية والتي أتت من مصدر واحد حسب الكتب. كما لوحظ أنها هاجمت بعضها البعض فكل دين يأتي يهاجم الذي سبقه ويتهمه بالتحريف والنقص .
فإذا كانت الأديان نفسها تهاجم بعضها أو لا تعترف ببعضها فهذا مدخل كافٍ للشكّ والبدء بالبحث لأنه لو آمنا بدين معين واكتشفنا بعد فوات الأوان أن عبادتنا كانت باطلة
فسوف يقع الندم . وربما يحدث لنا مثلما حدث لغيرنا في التاريخ فقديما ظهرت أديان كثيرة وعبدها الكثيرون وقُتل كثيرٌ من غير المؤمنين لأنّهم لم يؤمنوا وقتها بتلك الأديان واليوم عندما نتكلم نحن عنهم نقول بأنهم عبدة أوثان وآلهتهم ليست آلهة حقيقية وكلّ سلوكهم وعباداتهم كانت باطلة ..وربما مستقبلا يأتي من يقول عنا ضاحكاً :هؤلاء القوم عبدوا الأوثان وظنوا أنفسهم يعبدون آلهة حقيقية . وأن اختلافنا وقتلنا لبعضنا البعض كان انحرافا أخلاقيا وسلوكيا وهكذا ...
إذا لا نريد أن نكون ضحايا كما كان القدماء الذين عبدوا آلهة الشمس أو القمر أو الريح والمطر والنجوم أو الإله العظيم إيلْ وكل بعيد غير ملموس أو معروف . ويهمنا هنا الديانات السماوية كونها منتشرة في العالم بشكل كبير .فلنقرأ هذه الكتب ونقارن ما بينها فسوف نجد اختلافات جوهرية وعميقة تدعو إلى الحيرة والارتباك .فهي سماوية من مصدر رفيع هو الله خالق السماء وكل شيء وهذا الخالق لا يخطئ ويعرف كل شيء ويفترض أن يدير الكون باقتدار مطلق لأنه الخالق المطلق ... ملاحظات كثيرة جديرة بالاهتمام سأذكر بعضها فقط لأن القائمة تطول جداً جداً :
-- كيف يطلب الله من المسيحي الزواج من امرأة واحدة فيصيران جسدا واحدا (ما جمعه الله لا يفرقه إنسان) .
ويطلب من المسلم الزواج من واحدة أو اثنتين أو ثلاثة أو أربعة وما ملكت أيمانهم .
-- كيف يقول للمسيحيين أن من ينظر لامرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها .
في حين يبيح للمسلم أن ينكح ما طاب له من النساء والإماء والمحصنات ويبيح زواج المتعة وزواج المسيار وزواج المسفار و....
-- كيف يقول للمسيحيين الطلاق فقط لعلة الزنى ومن تزوج مطلقة فقد زنى بها
في حين أباح الطلاق للمسلمين وبمجرد ثلاث كلمات ينطقها الزوج .
-- كيف يقول الله في المسيحية بأن الخلاص فقط هو بالإيمان بيسوع المسيح كفادٍ ومخلص للبشر .
ويقول للمسلمين بأن الخلاص هو بالإيمان بالله ورسوله محمد معا .
-- كيف يقول لليهود أنتم شعب الله المختار ويتعامل معهم كشعبه المفضل من بين جميع الأمم وينصرهم على أعدائهم إن أطاعوه وقدموا له القرابين .
ويقول للمسيحيين اذهبوا إلى جميع الأمم تلمذوهم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس . أتيت للناس لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل (هنا أسقط فكرة شعب الله المختار )
ثم يعود ويقول للمسلمين أنتم خير أمة أخرجت للناس . وقدس أرضهم وماءهم وكرمهم أكثر بأن أنزل القرآن عربيا . بل كتب القرآن باللوح المحفوظ باللغة العربية .
-- كيف يطلب من المسيحيين أن يكونوا متسامحين مسالمين (من ضربك على خدك الأيمن فحول له الأيسر .أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم من أجلي ...) .
بينما يقول للمسلمين قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله والرسول واليوم الآخر ...اقتلوا الكفار والمشركين ... فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ ... وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ... كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ
-- كيف يقول للمسيحيين بأن العقاب كله بيد الله وحده فهو الديَّان الذي يدين الأحياء والأموات .
بينما يطلب من المسلمين إقامة حدود الله في العقاب بقطع يد السارق وجلده وثمل عينيه ..... الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمْا طَائِفَةٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ .وأحياناً العقوبة هي الحبس المؤبد..... وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً .
-- كيف يطلب من المسيحيين أن يصلوا لأجل الآخرين طالبين الرحمة لهم حتى وإن كانوا أعداءهم .
بينما يطلب من المسلمين أن يصلوا لأجل قتل الآخرين وتهجيرهم وتدمير بيوتهم وحل البلاء عليهم ...
-- كيف يقول للمسيحيين من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ أي لا تستخدموا العنف نهائيا .
بينما يطلب من المسلمين أن يغزوا ويقاتلوا ويجاهدوا في سبيل الله ويستبيحوا بلاد الآخرين ...... وَأَنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتأْسِرُونَ فَرِيقاً....... قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيما ليْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنَهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً .
-- كيف يطلب من المسيحيين أن يصوموا ويصلوا في الخفاء حتى لا يظهر صيامهم وصلاتهم للآخرين فيفقدون أجر الله لأن الصلاة والصيام علاقة شخصية بين الإنسان وبين الله .
في حين يطالب المسلمين بصيام علني وصلاة علنية وباحتفالية خاصة وكبيرة .
-- كيف يقول للمسيحيين إن أردتم أن تصلوا ... إن أردتم أن تصوموا .
ويفرض الصيام والصلاة على المسلمين فرضا .
-- كيف يفرض الطهور على اليهود والمسلمين .
في حين لم يفرضه على المسيحيين .
كيف يقول للمسيحيين كلوا كل ما قُدّم لكم لأن ما يدخل الفمّ لا ينجّس الإنسان أما ما يخرج منه فهو ينجّس الإنسان .
بينما حرم على اليهود والمسلمين أكل لحم الخنزير وذبائح غير المسلمين ...
-- لم يحرم على المسيحيين واليهود الخمر بل حرم السكر فقط .
بينما حرم الخمر والسكر على المسلمين بل حرم حاملها وناقلها وشاريها ..
-- كيفي يقول للمسيحيين بأن الله تجسد أي صار جسدا ليفدي الإنسان من خطيئة آدم أي أن الله نفسه كان على الأرض على هيئة يسوع المسيح .
ويعود ويرسل محمد كرسول يقول بأن المسيح بشر وليس الله .
-- كيف يقول في المسيحية بأن المسيح صلب ومات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وأنه سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات .
ويقول للمسلمين أن المسيح لم يصلب بل صلب آخر يشبهه .
-- كيف يقول للمسيحيين بأن المسيح هو الفادي والشفيع للبشر وهو الذي يدين الجميع في مجيئه الثاني .
ويقول للمسلمين بأن محمد شفيع البشر وشفيع جميع الأنبياء الذين كانوا قبله .
-- كيف يقول للمسيحيين واليهود : لا تقتل !
ويقول للمسلمين :قاتلوا......... اقتلوا
-- كيف يقول للمسيحيين بأن كل من يأتي بعد المسيح هم أنبياء كذبة فلا تصدقوهم أي لا أحد يأتي بعد المسيح لأنه هو الطريق والحق والحياة .
ثم يبعث بمحمد كرسول ليتمم مكارم الأخلاق التي لم يتمّها المسيح .
-- لماذا قال لليهود والمسيحيين:لا تسرق.
وأمر المسلمين بالجهاد والغزو وأخذ الغنائم من نساء وعتاد وبضائع وتوزيعها على المقاتلين بمن فيهم حصة للرسول والله... : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ... وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ
-- لماذا قال للمسيحيين في الجنة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونوا كملائكة الله.
ووعد المسلمين بحور العين (( الحوريات)) وزوَّجناهِمُ بحورٍ عينٍ
-- قال لليهود لا تحلف باسم الله باطلاً.
وقال للمسيحيين لا تحلف باسم الله البتة ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه ولا بشعرة بيضاء أو سوداء لأنك لا تقدر أن تصنع مثلها بل ليكن كلامكم نعم نعم و لا لا وما زاد على ذالك فهو من الشرير.
وعاد وأباح للمسلمين أن يحلفوا بالله وبكلّ شيء
كل هذه الاختلافات وغيرها الكثير الكثير تدفع إلى الشك واهتزاز الثقة بالنصوص المقدسة. لأنه كيف نستطيع أن نصدق أن مرسل هذا الرسالات إله واحد .
ولماذا يوجد اختلاف جوهري بينها ؟؟؟ أسئلة كثيرة تثير الاهتمام وتحرك الذهن والعقل فمن أراد الوصول إلى الحقيقة فأمامه النصوص واضحة وبينة ومن لم يرد فهذا شأنه .
بقلم عهد صوفان
2010 / 4 / 15