يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟

ياسمين يحيى

في البدء اهنئ جميع نساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي ..

هذا اليوم الذي قد لا يعني شيئا بالنسبة لمعظم نساء العالم العربي ، بل حتى لا يعرفنه ولم يسمعن عنه .
لا لأنه ليس معروفا وأنما لأنهن لا يعرفن أنفسهن أساسا . فمن تعيش في مجتمع لا يعتبرها أنسانة كاملة الأهلية ويقيدها بمختلف انواع القيود والموانع والحدود ويضع أمامها الآف الاسوار والحواجز لكي لا تصل الى تحقيق كيانها وتجسيد احلامها وطموحاتها على أرض الواقع ، فمثل هذه المرأة لا يمكن أن يعنيها هذا اليوم الذي خصص للمرأة التي تحررت من قيود المجتمع وسجن الدين ووصاية الذكر فملكت نفسها وتعرفت عليها وحققت طموحاتها وأبدعت في انتاجها وانجازاتها .

اما المرأة العربية فهي لا تملك أي انجاز يذكر في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والأقتصادية الا ما ندر . فبماذا تحتفل إذن ؟


يوم المرأة العالمي الذي تحتفل به جميع نساء العالم المتقدم يوم له معنى وتقدير حتى أن بعض الدول الغربية تمنح المرأة أجازة في هذا اليوم كي تحتفل به وتشعر بعظمته ولا يمر عليها مرور الكرام .


المرأة الغربية كافحت وعانت كثيرا وقامت بأضرابات وثورات على الظلم والأضطهاد حتى نالت جميع حقوقها وبهذه الحقوق نالت حريتها الكاملة فأنجزت في كل مجالات الحياة وأبدعت في مختلف الفنون وتسلقت أعلى القمم الأنسانية فأصبحت رئيسة دولة ووزيرة وقاضية وسفيرة ومديرة وقائدة طائرة ورائدة فضاء وسباحة ماهرة وفنانة مقتدرة وملاكمة ورياضية بطلة في مختلف انواع الرياضة ومفكرة ومخترعة الخ ، كلا حسب قدرتها وامكانياتها وميولها وهوايتها .
لذالك فأن هذا اليوم يعني لها الكثير من الانجازات والأبداعات والتطورات التي لم تأتي من الفراغ وأنما بفضل ثورات وأنتفاضات كبيرة قامت بها في الماضي وحصدت ثمارها في الحاضر .
وهذا اليوم المخصص للاحتفال بألمرأة هو أحدى هذه الثمار الجميلة والعظيمة .


بينما المرأة العربية ليس لديها من الانجازات والتطورات في حياتها مايستحق ذكره .
حاضرها هو ماضيها ذاته ومستقبلها لا يبشر بأكثر من حاضرها . فبأي شيئا تحتفل ؟
فهي راضية وقانعة بما هي عليه ولا تطمح بأكثر من زوج وبيت وأولاد وربما وظيفة مسموحا بها لها .

وحتى المثقفات والمهتمات بشؤون المرأة لم يفعلن شيئا سوى الكلام ، فلم أسمع في حياتي عن امرأة عربية مثقفة من المهتمات بحقوق المرأة قامت بأنشاء منظمة أو حزب مكون من نساء ثائرات وجالت بهن الشوارع مطالبات بحقوقهن وأسمعت صوتها وأصواتهن لكل العالم .
ولم أسمع عن جمعيات نسائية تبحث عن النساء المسلوبات الحرية والكرامة ( وما اكثرهن في العالم العربي ) وتبث فيهن روح الثورة والغضب على أوضاعهن .
جل ما أستطعن فعله هو أنشاء جمعيات نسائية تطبطب على المرأة وتواسيها على حالها المأساوي لا اكثر ، مما يؤدي الى زيادة تحملها لأوضاعها وصبرها عليها اكثر .

فهذا حال المثقفات المهتمات بشؤون وحقوق المرأة فكيف سيكون حال النساء العاديات !
من المؤكد بأنهن سوف لا يعلمن شيئا عن هذا اليوم الذي هو ذكرى لكفاح المرأة ونضالها وثورتها ضد المنكرين لأنسانيتها .

نعم توجد ناشطات نسائية فعالة وتعمل من أجل المرأة بصدق وقوة وحماس ولكنهن قلة .

وأيضا توجد منظمات وجمعيات نسائية في العالم العربي تعمل لصالح المرأة ولكنها ليست بالشكل المطلوب الذي يؤدي الى تحرير المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل .

من النساء الناشطات الصادقات في مطالبهن هي الأستاذة القديرة وجيهة الحويدر هذه المرأة الشجاعة التي دائما تخطو خطوات عظيمة وجريئة في مجال حقوق المرأة لم يسبقها أحدا عليها في مجتمع كمجتمها الوهابي المتوحش الذي لا يعترف أصلا بأنسانة أسمها المرأة .

خطواتها الشجاعة تلك كانت ستعيش لو أنها وجدت من يساندها من بنات جنسها أو حتى الجنس الآخر ولكنها للأسف الشديد كانت دائما ماتذبل وتموت لأنها لا تجد من يرويها ويعتني بها كي تكبر ويعلو شأنها فتبقى وحيدة ومنبوذه ومستهجنة وتؤد بمهدها .
ولكن لا عليكي ياسيدتي وجيهة سيأتي اليوم الذي ستخرج به من هذا المجتمع الوحشي نساء ثائرات يقتدين بك ويسيرن على أثر خطواتك العظيمة .


وأيضا المرأة الكويتية التي تعتبر من أقوى نساء الخليج بفضل نضالها المتواصل وانجازاتها الكبيرة نوعا ما في المجال السياسي ونشاطها الاجتماعي المثمر في تحسين أوضاع المرأة ورفع مستواها الانساني وأسترداد بعض من حقوقها .
وأيضا وقوفها شامخة في وجه السلفيين الذين يعملون بكل شراسة من أجل أضعافها واسكاتها وأعادتها الى بيتها ضعيفة منكسرة . ولكن هيهات فالمرأة الكويتية أقوى مما يتصورون .

تحية وتهنئة لها على شجاعتها وجرأتها في هذا اليوم الذي يحق لها أن تحتفل به رغم أنها لم تصل الى الكمال بعد .
وتحية وتهنئة لصديقتي ( ام محمد ) وهي امرأة كويتية تعمل بما يسمح لها وقتها من أجل حقوق المرأة .
واهنئ جميع صديقاتي من القارئات الكريمات ..


وفي الختام سأروي لكم سبب اختياري لعنوان مقالتي هذه وهو: اليوم العالمي للمرأة .. وأيش يعني !
اتصلت بأحدى صديقاتي وقلت لها : كل عام وأنت بخير .
فردت : وأنت بخير ولكن على ماذا ؟
فقلت لها : أقترب يوم المرأة العالمي .
فقالت : وإيش يعني !

هذا هو بأختصار مايعنيه هذا اليوم للمرأة العربية وهو : (إيش يعني ).
فعلا هو لا يعني شيئا لها لأنه ليس لها فهو مخصص فقط الى كل من كافحت وناضلت وعملت من أجله في الماضي والحاضر وليس الى من تنتظر فتات الحقوق والحريات التي تأتيها من الغرب ولا تعمل هي من أجل نفسها .


حلمي في هذا اليوم أن استطيع أن أخرج من بيتي من غير محرم وهذا هو أبسط وأدنى حقوقي ...