أنت عالق؟ كيف تتحرر؟
ماريا خليفة
2010 / 4 / 14
"القلق يجسد الاحساس الفارغ بأنك محاصر في طريق مسدود. أما التفكير فيفتح أمامك آفاقاً جديدة."- كالن هايتاور
الإحساس بأننا محاصرون في وضع ما يمكن أن يجعلنا أكثر عرضة للشعور بعدم الرضى. أعتقد أن حياتنا ينبغي أن تكون مليئة بالرضا عن الذات وأن تتحق فيها أمانينا. فلنسعَ إذاً إلى إخراجك من حالة الإحساس بأنك محاصر من كل جهة ولا تقوى على اتخاذ أي خطوة فعّالة.
ما الذي يجعلك تشعر بأنك محاصر؟
• ضغط الأهل؟
• ماضٍ مؤلم؟
• طريقة تفكير قديمة وراسخة؟
• علاقاتك؟
• عمل تقوم به وأنت تكرهه؟
• مرض جسدي؟
لقد تعلّمت أن البحث طوال سنين لاكتشاف الجواب على السؤال " لماذا وصلت إلى هذا الإحساس بأنني محاصر" أمر مفيد جداً لأنه ينير لك الطريق. إن البحث عن الجواب ضروري لحلّ المشكلة نهائياً.
الخطوة الأولى: اعترف بأنك تشعر بالحصار وحدّد الناحية التي تشعر فيها أنك محاصر أكثر. فانكار الحال يجعلك تتسمّر في الوضع الذي أنت فيه. أما الإقرار بأنك تشعر بالمحاصرة فسوف يحررك لتتمكن من القيام بخطوة مفيدة فتصبح أنت التغيير الذي تودّ أن تراه في حياتك. دوّن على ورقة ما يجعلك تشعر بأنك محاصر في حياتك الآن.
الخطوة الثانية: صف ما يعني التخلّص من الشعور بالحصار. دعني أوضح لك ما أعنيه. علق فكتور في وظيفة داخل شركة لم تحصل فيها أيّ ترقيات منذ سنوات عدّة. أراد فكتور الحصول على ترقية فراح يتحمل مسؤوليات أكبر. تكلّم في الأمر مع مديره فأجّل المدير النظر في الأمر حتى نهاية السنة. يشعر فكتور أنه لا يعامل بطريقة مشرّفة، لكنّ عليه أن يعيل عائلته لذلك لا يستطيع ترك وظيفته. هذا الوضع يشعره بأنه محاصر في حياته المهنية.
ماذا يعني لفكتور الخروج من وضع الحصار الذي يعيشه؟
• يتوقع أن يحصل على راتب يتناسب وزيادة الأجور.
• يشعر بالسعادة لأنه يستطيع أن يدّخر بعض المال.
• يتمكن من القيام ببعض أعمال الصيانة والتجديد في منزله.
• يتمكن من اصطحاب عائلته في رحلات أثناء عطلة نهاية الأسبوع.
• لا يتذمّر عند نهوضه من السرير صباحاً لأنه يعرف أن مجهوده يكافأ بطريقة عادلة.
• يتحمّس للقاء شركاء جدد في العمل، يتعلّم منهم أشياء لا يعرفها، ويساهم في زيادة المشاريع التي تحصل عليها الشركة.
الخطوة الثالثة: أنت تحتاج خطة للقيام بالخطوات المثمرة التالية ولتصبح أنت التغيير الذي تودّ أن تراه في حياتك. في أعماقك يمكنك أن تجد مدرّبك الداخلي وهو يزوّدك بمعلومات رائعة. خصص لنفسك بعض الوقت. اجلس في مكان هادئ تماماً، وضع نفسك في حالة سكينة وهدوء. غص في أعماق نفسك لتسأل مدرّبك الداخلي أي خطوات يجب أن تتّخذها. إليك بعض النصائح حول ما سيقوله لك مدربك الداخلي:
• لا تحاول أن تفكّر بما ينتظرك. ثق بالكلام الذي تسمعه ودوّنه.
• اسأل مدربك الداخلي عن الخطوات التالية التي يجب أن تقوم بها والخطوات التي تليها. اكتب ما تسمعه.
• لا تحاول الحكم على المعلومات التي تصلك. لا تقل "لا" لأي شيء تسمعه.
• لا تخف إذا ما بدت لك الأحلام والخطوات كبيرة جداً. أنت تستحق الأحلام الكبيرة.
إذا اتبعت الخطوات الثلاث هذه فسيصبح إحساسك بالحصار شيئاً من الماضي.
أتمنى لك النجاح في رحلتك نحو "أن تكون أنت التغيير".
" الناس عالقون في التاريخ والتاريخ عالق فيهم"- جيمس آرثر بالدوين