- مجرد انسان كتب:
- "الله يســتر عليهـا"، عبارة معروفة تتردد على ألسنة الناس من المسلمين.
يقولها الرجال عند التحدث عن أنثى أو عند رؤيتها، سواء كانت طفلة رضيعة أو بنت خمس سنوات، أو شابة أو عجوزاً. والقصد من العبارة هو الدعاء إلى الله أن لا يظهر لها عورة على غريب أو أن لا يمسّها غريب أو أن لا تتسبب في فضيحة لعائلتها بتورطها بعمل يتعارض مع مبادئ الدين أو تقاليد المجتمع.
تقال العبارة بصورة الغائب التي ذكرناها، "الله يستر عليها" أو بصورة المخاطب يوجهها الرجل للمرأة مباشرة بسبب أو بدون سبب، "الله يستر عليكِ"، وتتقبلها المرأة خانعة ذليلة وهي تسمعها من الرجل. ومن النساء من يغضبن لسماعها فما أن يبتعدن عن الرجل حتى يُعبِّرن عن امتعاضهنّ ويكلن له من الشتائم ما يتفق مع طبيعة كل واحدة منهن.
هذه العبارة تقال للأنثى ولا تقال للرجل؛ لأن المرأة في المجتمع الإسلامي هي العورة وليس الرجل. هي عورة لا تجوز أن تظهر حتى أمام الأعمى كما جاء عن أم سلمة إذ قالت: "كنت عند الرسول وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب فقال الرسول احتجبا منه، فقلنا يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا، فقال الرسول أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه؟..)
أما بالنسبة للرجل، فلا أحد يدعو له بالسترة إذ ليس هناك شيئاً يفعله يستوجب الدعاء بالسترة. الرجل ليس مصدر الفضائح بل نساؤه وبناته وكل إناث عائلته. لذلك إن دعا له أحدهم بالسترة فإنما يدعو بالسترة على "حريمه" وليس على شخصه فكرامته ليست في عرضه هو بل في عرض حريمه: "الله يستر على حريمك.. الله لا يفضح لك حرمة.. الله يستر على بناتك.. الله يستر عورتك.. الله يخلّي لك هالمحروسة ويستر عليها.. وإلى ما هنالك.." الأنثى هي دائماً مصدر الفضيحة والعار وليس الرجل.
ما يحزن له القلب حقاً هو أن نسمع نساء العرب يرددن هذه العبارات كالببغاوات رغم ما فيها من إجحاف بحقهن. فقد تعوّدن الذل إلى درجة أصبحت الحياة بدونه تبدو غريبة عليهن، لا بل نجد منهنّ من يدافعن عنه باعتباره قراراً إلهياً لا يجوز الاعتراض عليه.
لافض فوك يالغالي, مقال في الصميم
مسكينة المرأة في اوطاننا التعيسة
ولكن الامل كبير في التحرر من العبودية والذل
ودوام الحال من المحال , مهما طال الزمان أو قصر
وغدا لناظر قريب