عندما مالت الشمس نحو البحر ... غمرت الأشياء حمرة الشفق ، موجات صغيرة
تنكسر على رمال الشاطئ ، تلاطمت أفكاري بين مدّ و جزر ، الشمس تنزف ...
انتشرت على أديم الماء خيوط حمراء قانية تسبق زحف العتمة ، و البحر يداعب
موجه في سحرٍ و تناغم ، و في المدى ... تمتد خيوط الشمس ، ترنو إلى حضن
البحر في دفء و سكينة ، يبتسم لها البحر فارداً ذراعيه ، يأخذها ، و يأخذني
المنظر و سحر المكان ...
فقط ألبوم صور ... و سرب مشاهدٍ يزاحم مخيلتي ، يلوح
كطيفٍ في زقاقٍ مظلم ، سهواً فتحت ألبوم الصور ، أصغ
للشمس و هي تغتسل بلهاث البحر ، غفوت في سهول حلمٍ
يسبح في أثير تنهداتي ، دون قصدٍ كنت تائهاً في دم قلمي ، و
جسد ورقة ، و الندى العاشق يقبّل شفاه زهرة ...
صور باهتة على رصيف ذاكرةٍ ميتة ، و الوجع الذي يتساقط
مني ، تكتبه الآهات في مدار الألم ...
ابتسمت حين رجوت بزوغ الوجه في لوحة الاشتياق ، أنزف
دمعي دماً في أنفاس غربتي القاحلة ، غربة روحي ، أهمس
لها ... أحـــبك ... كما أعشقها أنا ، و تحبها هي ، قاسمتني
الروح ، و تواعدنا أن يهاتف كلانا روحه ، دمع يتفجّر مع
صوتٍ لا يعي وشاح الصمت ، و جنون البشر ، حماقات ...
ظلم و ظلمات ...
ظلال الآه تعبرني ، لكن الانتحار فكرة ساذجة ، ما خطرت على
بال ميتٍ مثلي ... ؟!
كلما حاولت الحلم ، يستوقفني ظلها ، يجمع وجعي المتناثر ، و
الأحلام البعيدة تنتظر تعاليم القدر لتخرج بقايا الغربة من
روحي ...
تموج خفقات الصبح ... تزدحم الشوارع ، تضيع وجوه ، كم
حاجزاً بيني و بينك ، يا متجولة في قاع الروح ، أسكب حزني
في عيون العابرين لأقتل المسافة ، يغزلنا قدر ... كلما
استيقظت ملامحك فيّ ، المدى احتراق ، اجتث خصلات حلمنا
لكن الحب سيل في خطانا ، في مدانا ، و للقدر مزاجية في
رسم الحياة ، الموج يجد في البحر المأوى ، رحيق الفجر يرنو
يقطع ليلي في استحضار آهٍ جديدة ، يطعم البحر موجه ، بعض
ألمي ، ما زال بحر بيننا و كلمات ، لا تزال تظلل ما تبقى من
فتات قلبي ، تهوى التسلل عبر نبضي و المسامات ، توهجّت فيّ
أنقش اسمها في كل شريان ، تسكب روحها بوتقة لروحي ...
حبيبتي ... تحت أي الشموس نلتقي ... ؟؟؟ كما النوارس
تعشق الرحيل و العودة إلى أوكارها ...
ماهر عمر