[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دكتور جمشيد ابراهيم
تعود الاب الشرقي لحرصه الدائمي على مستقبل بناته و اولاده ان ان يمارس الضغط عليهم باستمرار لتكملة الدراسة الاعدادية و الدخول الى جامعة محترمة على الاحسن ان تكون الهندسة او الطب بغض النظر عن مواهبهم و انه بذلك لا يقلق على مستقبلهم بقدر قلقه على سمعته نفسه في المجتمع و للتعويض عن نقصه او ما فاته في الماضي و لكنه يضع بناته و اولاده في الموقع الاول و تحت الضغوط للتغطية على دوافعه الباطنية الحقيقة الانانية.
عندما يعلق الاب هذه الامال و يتوقع او بالاحرى يطلب هذه الانجازات great expectations من بناته واولاده لا يعلم و لا يحس كيف انه يرتكب اخطاء و اضرار فادحة بحقهم:
اولا الاضرارالنفسية: يخلق الاب مشاكل نفسية خطيرة mental disorders لبناته و ابناءه بممارسته الضغط عليهم للوصول الى انجازات خارج نطاق طاقتهم high performance standards وبذلك يغرس في نفوسهم خوف دائمي بالفشل و خوف ابدي من احكام الناس و تقييمهم و انطباعاتهم و مقارنتهم و قياسهم بالاخرين. هذا النوع من الخوف يؤدي على الاكثر الى نتائج عكسية و فشل بناته و اولاده او تركهم البيت و المدرسة و الجامعة و ممارسة نفس الاساليب مع بناتهم و اولادهم لندخل الى دائرة قاتلة تكرر نفسها و تنقل من جيل الى جيلvicious circle .
ثانيا يحرم الاب الحنون بتصرفاته بناته واولاده من الابداع في حقول مهمة في الحياة و يقبر مواهبهم الطبيعية دون ان يعلم ليحول مجتمعنا في يوم من الايام الى اطباء و مهندسين او غيرها من المهن التي تتمتع باعتبار و تقدير الناس. احد اسباب تأخر المجتمعات الشرقية هي عدم احترام المهن الاخرى بعيداعن درجات الماجستير و الدكتوراه و عدم مكافئة المواهب الاخرى. اصحاب الكفاءات ليسوا فقط جامعيين و واصحاب الزمالات. لا يمكن القبول بهذا الاستعلاء والاستكبار لزرع التفرقة بين الجامعي والمهني و العامل بعد اليوم.