هل سألتكم المرأة أو طلبت منكم التحدث باسمها؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبدالله بن بخيت

هل سألتكم المرأة أو طلبت منكم التحدث باسمها؟

عن نفسي وبكل صراحة لا. لم يسألني أحد. ليس اعتداءً على حقوق الآخرين ولكن لصعوبة المهمة. إذا أردت أن استأذن النساء للكتابة عن قضاياهن سأبدأ من الرياض. عدد سكان الرياض خمسة ملايين نسمة. حسبتها في إحدى المرات. أحتاج لأخذ تفويض نساء الرياض إلى ثمانية عشر سنة. ولأستكمل تفويض نساء المملكة أحتاج إلى تسعة وأربعين سنة. بعد تجميع تفويض النساء السعوديات سأنتقل إلى دول الخليج. حسبناها أنا وعيالي. سأحتاج لأستكمل تفويضات نساء دول الخليج إلى سبعة وعشرين سنة. بعد الانتهاء من الخليج سأنتقل إلى باكستان. سكان باكستان تسعين مليون نسمة. لأخذ موافقة الباكستانيات أحتاج إلى مئة وثلاثة وثلاثين سنة. لن أعرج على أفغانستان عطفا على الظروف الأمنية. سآخذ تفويض الأفغانيات في طريق العودة إن شاء الله. سوف أتجه إلى الهند. أتوقع أن تستغرقني المهمة في الهند حوالي ستمائة سنة. أتجه بعدها إلى بنغلادش. موافقة البنغاليات لا أتوقع تأخذ مني أكثر مئتين وخمسين سنة. مشكلتي في الصين. جمع تواقيع خمسمائة مليون امرأة مهمة ليست سهلة. حسب التقديرات الأولية احتاج أن أقضي في الصين حوالي ألف ومئتين سنة. سأنتقل بعدها إلى فيتنام وكوريا واليابان ثم أنزل على استراليا ونيوزيلندا مع مسح سريع لسكان القطب الجنوبي ثم أنتقل إلى القطب الشمالي. أنزل منه على أوروبا وأمريكا وأعود إلى أفريقيا عبر الأطلسي ثم أدخل اليمن قبل أن أعود إلى المملكة. سأصل الرياض بعد ثلاثة آلاف سنة محملا بشناط التوقيعات (حوالي تسعة وأربعين مليون شنطة). ستعترضني مشكلتان يتوجب علي تذليلها. أولا، أتوقع أن النساء السعوديات اللاتي فوضنني قبل ثلاثة آلاف سنة غادرن سطح الأرض. هل ستعتمد الحفيدات موافقات الجدات أم أبدأ من جديد. المشكلة الثانية والأهم هل قضية سياقة المرأة للسيارة موضوع مقالي مازالت موجودة أم أن الأمريكان غدروا بي في غيبتي واخترعوا وسيلة جديدة للتنقل غير السيارة. خلوني أبحل بشناطي.

إذا كنت احتاج في كل مرة أتحدث فيها عن حقوق المرأة أن آخذ موافقتها فمن باب العدالة إذا أردت أن أكتب عن حقوق السجناء أن آخذ موافقة السجناء وإذا أردت أن أكتب عن حقوق الفقراء أن آخذ موافقة الفقراء وإذا أردت أن أكتب عن حقوق المعوقين أن آخذ موافقة المعوقين . الحصول على الموافقات ليست مشكلة كما رأيتم. المشكلة تتعلق بوضعي مع الجريدة. كل مقال أكتبه يستغرق مني ثلاثة آلاف سنة. عقدي مع الجريدة في هذه الحالة يجب أن يتغير. حسب العقد الحالي استلم راتبي كل شهر. وفقا لنظام الكتابة الجديد سأستلم راتبي كل ثلاثين ألف سنة.

هل سألتكم المرأة أو طلبت منكم التحدث باسمها؟ لماذا تتحدثون عن قضاياها؟ أليس لها لسان؟

سؤال يوجه للجميع. أيها الدعاة أيها العلماء أيها الفقهاء هل سألتكم المرأة أو طلبت منكم التحدث باسمها؟ أليس لها لسان؟ بل يجب أن يوجه هذا السؤال لنفس الذي طرحه: من فوضك ترد على الكتاب باسمنا نحن النساء؟ أليس لنا لسان نرد به عليهم؟ سأتوقف هنا لكي لا أغوص أكثر في السخف وأسأل: من خرب عقل هؤلاء حتى ينتج مثل هذا السؤال؟ لن يصادف الباحثون سؤالا كهذا حتى في طفولة الإنسان قبل آلاف السنين.

عبدالله بن بخيت
16-01-2010 05:40 AM

مقال متميزٌ ، نادر .. صريح .. يعبر عن احساسٍ رفيع

لنتحد نحن الشباب مع بنات حواء أمام طغيان الصحوة ألتي أبقيت النساء في العصور الوسطى لنريهم ماذا تفعل المرأة السعودية وأنهم وصحوتهم من غبار الماضي

تحياتي للكاتب والناقل

........................................

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]