كيف...نتعايش مع الضغوط؟؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا شك أن كل إنسان يعيش على وجه هذه الأرض ينشد الأمان ويتمنى الراحة ويبحث عن الاستقرار، طالبا الراحة التي تمنحه الاتزان، فمنذ تلك الأزمان وهو ينشد الطمأنينة له ولأبنائه.. فهل هناك أي إنسان لا يسعى لتخفيف عبء الحياة عن كاهله.. لكن عندما ازدادت الضغوط الواقعة على الإنسان لتلبية تلك المطالب .. فلا يستطيع التوقف عن مجاراة ذلك، لأنه سيتخلف عن اللحاق بها، مما اضطره إلى مواكبة التسارع لتحقيق الرغبات والمطالب، فمن قديم وليس بالقديم جداً - أي في خمسينات القرن الماضي - وقبل أن يعرف عالمنا وسائل التكنولوجيا الحديثة وحينما تجلس مع أحد أجدادك أو أبائك ممن عايشوا تلك الفترات تجدهم يشعرون بمتعه غامرة وهم يتحدثون عنها بل ويتندرون على تلك الأيام وكأننا أصبحنا في كارثة حياتية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
هذا الإسراع في وتيرة الحياة زاد الضغط الواقع على النفس وبالتالي تحميلها أكثر من طاقتها بغية اللحاق بموكب التحضر بكل ما حمله من قسوة ورخاوة .. فالحضارة تحمل معها رياح التغيير، والذي يحمل معه في أغلب الأحيان التبديل في السلوك والطباع التي يتحلى بها الناس، وقد ينتج عنه بعض الانحرافات السلوكية والأخلاقية، وهي بالتالي نتاج تلك الحضارة.
إن الضغوط بكل أنواعها هي نتاج التقدم الحضاري المتسارع الذي نعيشه الآن والذي يؤدي إلى إفراز انحرافات تشكل عبئاً على قدرة ومقاومة الناس على التحمل .. فرياح التغير التي نمر بها الآن تحمل في طياتها آفات تستهدف النفس الإنسانية وتحمّلها أعباءً فوق الطاقة .. وينتج عنها زيادة في الضغوط على أجسامنا، مما ينعكس على الحالة الصحية (الجسدية - البدنية) والنفسية العقلية مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى الانهيار ومن ثم الموت في أحيان كثيرة.
ما المقصود بالضغوط؟
- الضغوط المقصود بها استجابة الإنسان إلى الأحداث التي تمر به في حياته اليومية .. هذه المتغيرات قد تكون مؤلمة فتحدث بعض الآثار النفسية الضارة وقد تكون مفرحة فلا يستطيع الإنسان تحمل التغير المصاحب لتلك الأحداث. ولاشك أن هذه الضغوط تختلف من إنسان لآخر بحسب الشخصية التي يتحلى بها هذا الشخص والتي تميزه عن غيره.
ويعرف سيلي الضغوط «بأنها مجموعة أعراض تتزامن مع التعرض لمواقف ضاغطة
والسؤال هنا: ما هي أنواع الضغوط التي نتعرض لها في حياتنا اليومية؟
فالضغوط الحياتية أنواعها كثيرة فمنها: النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأسرية، المهنية، الدراسية، العاطفية.
إن أساليب التعامل مع الضغوط بنوعيها الشعورية (التي يتحكم بها الإنسان) واللاشعورية (التي لا يستطيع أن يتحكم بها الإنسان) تهدف أساساً إلى إحداث التوازن ومحاولة التخفيف من شدة تلك الضغوط، وهي استجابات يلجأ إليها الكائن البشري سعياً إلى الراحة، وإلى حالة الاتزان.
ومن تلك الأساليب الشعورية:
1 - التصدي للمشكلة.
2 - طلب الدعم النفسي من المقربين منك.
3 - ضبط النفس: فلا نبالغ في الاستجابة للضغوط وجعلها تؤثر على أنفسنا.
4 -التجنب: من الأساليب الرائعة في التعامل مع الضغوط هو تجنبها بمعنى أنك لا تضع نفسك في المواقف التي تسبب لك الضغوط
5 - الأمنية: فالإنسان حينما يعيش مع الأماني ويكون له هدف سامي وأمنية يريد تحقيقها فهو لا شك سيتحرر من تأثير الضغوط الواقعة عليه.
أما الأساليب اللاشعورية فهي:
1 - التبرير: فالإنسان حينما يفشل في مواجهة الضغوط فإنه يلجأ إلى التبرير كوسيلة دفاعية لما يتخذه من مواقف.
2 - النكوص (الارتداد).
3 - الكبت.
4 - التكوين العكسي (الضدي)، العزل .. الخ.
أنواع الضغوط
تعتبر الضغوط النفسية الأساس الذي تبنى عليه بقية الضغوط الأخرى، وهو يعد العامل المشترك في جميع أنواع الضغوط الأخرى مثل:
الضغوط الاجتماعية، ضغوط العمل (المهنية)، الضغوط الاقتصادية، الضغوط الأسرية، الضغوط الدراسية، الضغوط العاطفية.
فإذا ما استفحل هذا الإحساس لدى العامل في عمله، فسوف تكون النتائج سلبية للغاية على كمية الإنتاج ونوعيته، وساعات العمل، مما يؤدي إلى تدهور صحة العامل جسديا ونفسيا .. ومن أولى تلك الأعراض، هي زيادة الإصابات في العمل والحوادث، وربما تكون قاتلة فضلاً عن زيادة الغياب أو التأخر عن العمل، وربما يصل إلى الانقطاع عنه وتركه نهائياً.
كيف تتكون الضغوط؟
- قد تنشأ الضغوط من داخل الشخص نفسه، وتسمى ضغوطاً داخلية كالحساسية الزائدة، أو قد تكون من المحيط الخارجي، مثل العمل، العلاقة مع الأصدقاء والاختلاف معهم في الرأي، أو خلافات مع شريك الحياة، أو الطلاق، أو موت شخص عزيز، أو التعرض لموقف صادم مفاجئ .. تسمى ضغوطاً خارجية.
فحتى أسعد البشر تواجههم الكثير من خيبة الأمل والصراعات والإحباط والأنواع المختلفة من الضغوط اليومية، ولكن عدداً قليلاً منهم نسبياً، هم الذين يواجهون الظروف القاسية.
استجابة الإنسان للضغوط الخارجية
تعد الضغوط الداخلية أو الخارجية مثيرات لابد أن يستجيب لها الإنسان استجابات مختلفة تبعاً لخصائصه من جهة وطبيعة تلك الضغوط وشدتها من جهة أخرى ويمكننا تقسيم الاستجابات إلى:
1 - استجابات إرادية:
وهي تلك التي يعيها الفرد، ويشعر إزاء وقوعها برد فعل مثل استجابته بتخفيف ملابسه عن الإحساس بارتفاع درجة الحرارة أو ارتداء ملابس أخرى عند الإحساس بالبرد.
2 - استجابات لا إرادية:
وهي ردود فعل بعض أجهزة الجسم التي يصعب التحكم بها مثل الارتجاف عند التعرض لموقف لا يستطيع التحكم فيه، أو التعرق بسبب الخجل ويمكن تقسيم الاستجابة إلى:
عضوية:
مثل التنبيهات الهرمونية وإفرازات بعض الغدد وفعاليات الجهاز السمبثاوي المسئول عن أمن الجسم تلقائياً من حيث السيطرة على جميع أجهزته الحيوية اللاإرادية مثل الجهاز الدوري والتنفسي وجهاز الغدد والجلد الذي يعمل وقت تعرض الجسم للخطر (ضغط خارجي أو داخلي) وهو يعلن ما يشبه حالة الطوارئ وذلك بتجهيز طاقاته ووضعها في أعلى درجات الاستعداد، وكذلك الجهاز الباراسمبثاوي، حيث العمل بالاتجاه المعاكس للسمبثاوي بإبطاء أو كف عمل بعض أجهزة الجسم.
نفسية:
كافة الاستجابات التي يتحكم أو لا يتحكم بها الفرد في الموقف المحدد وهي:
أولاً: العمليات المعرفية:
والتي تمثل العمليات العقلية مثل التفكير بمعطيات الضغط ومسبباته، وكذلك تقييم الضغط الموجود ثم الوصول إلى معرفة الضغوط دون القيام بفعل ما.
السلوكية:
وهي الاستجابات التي يلجأ إليها الفرد تحت وطأة الضغوط، تلك الاستجابات التي يمكن ملاحظتها. والاستجابة للضغوط لا تقتصر على الكائن البشري، بل إنها موجودة عند الحيوانات أيضاً. لذا فإن أي ضغوط يتعرض لها الإنسان لا يؤثر في أجهزة الجسم كلها، بل على قسم منها، إذ قد يتأثر أحدها بشدة، بينما لا يكاد يتأثر الآخر أبداً.
وعندما يتعرض الإنسان لضغط ما فإنه يمر بثلاث مراحل هي:
الأولى: رد فعل للأخطار.
حيث يقوم الجهاز العصبي السمبثاوي والغدد الأدرينالينية بتعبئة أجهزة الدفاع في الجسم، إذ يزداد إنتاج الطاقة إلى أقصاه لمواجهة الحالة الطارئة ومقاومة الضغوط، وإذا ما استمر الضغط والتوتر انتقل الجسم إلى المرحلة الثانية.
الثانية: المقاومة:
عندما يتعرض الكائن للضغوط يبدأ بالمقاومة وجسمه يكون في حالة تيقظ تام، وهنا يقل أداء الأجهزة المسؤولة عن النمو، وعند الوقاية من العدوى تحت هذه الظروف، وبالتالي سيكون الجسم في حالة إعياء وضعف ليتعرض لضغوط من نوع آخر هي الأمراض.
وإذا ما استمرت الضغوط الأولى وظهرت ضغوط أخرى (الأمراض) انتقل إلى المرحلة الثالثة.
الثالثة: الإعياء:
لا يمكن لجسم الإنسان الاستمرار بالمقاومة إلى ما لا نهاية، إذ تبدأ علامات الإعياء بالظهور تدريجياً وبعد أن يقل إنتاج الطاقة في الجهاز العصبي السمبثاوي يتولى الجهاز العصبي الباراسمبثاوي الأمور فتتباطأ أنشطة الجسم وقد تتوقف تماماً. وإذا ما استمرت الضغوط يصبح من الصعوبة التكيف لها لتؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو أمراض جسمية تصل حد الموت.
إن الضغوط والإجهاد في العمل مرتفع جداً بالنسبة للعمال وعائلاتهم في الولايات المتحدة وأوربا. ففي بعض الدول الصناعية في أوربا وأمريكا الشمالية، أثبتت بعض الدراسات أن 43 % من حوادث العمل كانت بسبب الأخطاء الناتجة عن عوامل أربعة: التعب، جو العمل، كثافة العمل، المشاكل العائلية.
الضغوط التي تتعرض لها المرأة
لقد تغير دور المرأة جذرياً خلال الربع الأخير من القرن العشرين في مجتمعاتنا العربية، فقد أصبحت المرأة تشارك أسرتها في تحمل المسؤولية ويقع عليها أيضاً عبء الحياة من خلال معايشتها مع أسرتها إن كانت غير متزوجة، أو متزوجة فهي تتحمل أكثر بمشاركة الزوج طموحاته إضافة إلى زيادة مصادر الضغوط الناتجة عن الواجبات المنزلية وتربية الأولاد وتوفير الراحة للعائلة في الأوضاع الاعتيادية، أو في حالات الأزمات، وخاصة ونحن نعيش في مجتمعات عصفت بها الأزمات وابتعدت عن الاستقرار والتماسك نتيجة اتساع الطموحات .. فأصبح البحث عن مكان آمن، وإيجاد متنفس للتعبير عن الرأي الشاغل الأهم لدى الرجل والمرأة