تأملات وهلوسة عقل

هناك ساعات أصدقائي في منتدى مارينا ينسى خلالها الإنسان العالم يقترب أكثر نحو( سرياليته) الفكرية, ساعات يقترب بها من آفاق النعيم حيث تصبح النفس مستقلة بذاتها وفي حضرة نفسها العلية

ثم يهدأ صياح الرغبات وتتوقف أصوات الحواس و يبقى الوجود الأوحد لله المتجلي في نفسنا.

لا يوجد محراب أقدس من الفكر النقي الفكر المركّز على الحب وآفاق السلام التي يؤمها الفكر
و تصعيد الأفكار إلى الكائن الأسمى تغني عن عيدان البخور و روائح المسك

الطهارة – الغبطة – النعيم – السلام تلك هي دعائم جو التأملات وأسسه , الوعي الروحي ينبزغ في تلك الساعات الصامتة المقدسة والنفس تقترب من مصدرها

جدول الشخصية يتمدد في هذه الساعات ويصبح نهراً جباراً يندفع شطر الذات الحقة والتي هي : وعي الذات إنه وعي لا ثان له
في ساعات التأملات تجذب النفس من علٍ تلك المؤهلات الحقة والتي هي طبيعتها عدم الخوف , الإحساس بالحقيقة , وعدم الموت أيتها النفس اعتصمي بذاتك

ابحثي عن ساعات الصمت مع الحق واعلمي أن ذاتك هي جوهر الحقيقة جوهر الألوهية حقاً إن الله يسكن داخل القلب لا تخف الأشياء الزائلة فهي ظلال

عدم الحقيقة يسود في المظهر وحسب أنت الحقيقة التي لا يتطرق إليها التغيير والتبدل أعلم أنك أنت الثابت
دع الطبيعة تمرح معك كما تشاء

إن شكلك هو حلم اعرف ذلك واقتنع في قلبك إن نفسك راسخة في الألوهية عديمة الشكل
أنت لست بالفكر , والرغبة لا تُمسك , أنت كائن موجود ضمن إطار العلم بكل شيء و بالمقدرة الكلية

تذكر : الحياة ما هي سوى مسرحية قم بتمثيل دورك يجب أن تفعل ذلك أنت لست بالممثل و لا المسرحية و لا القانون إن الحياة لا يمكنها أن تحدك أست عديم الحدود ؟ إن مادة الحياة هي : الأحلام أنت في جوهرك لا تحلم أنت الكائن المستيقظ خلف خطرات و لمسات عدم الحقيقة اعلم ذلك اعلم ذلك و تحرر – تحرر – تحرر
سلام سلام صمت سلام مسموع سلام حيث يتم سماع صوت الله
السلام و الصمت ثم يأتي صوت الله مسموع مسموع في ردهات الصمت : إنني معك للأبد للأبد ,إنك لم ولن تنفصل عني أبد الدهر
أنا نفسك , حقاً إن نفسك هي أنا , خلف الأكوان و خلف الأحلام موجود أنا
مستقل بذاتي في وجود كلي واتساع لا حدود له أنت أيضا كذلك حقاً أنت لكذلك لأني أنا أنت وأنت أنا,أهجر الأحلام و تعال تعال إلي ,إلقِ بنفسك بين ذراعي و سأعبر بك محيط الظلام و الجهل حيث النور و الحياة الأبدية لأنني الحياة و النور و أنت و أنا واحد أنت هو أنا.

اذهب وعش بسلام ! عش بسلام ومرة ثانية عندما تأتي الساعة وفي ذلك الصمت وفي ذلك السلام ستسمع صوتي من جديد : صوت الله صوت الحق ! مرة ثانية اقتربت الساعة وتداخل النهار بالليل وكل شيء كان يوحي بالهدوء و كانت الطبيعة تقبع بسلام و سلام النفس هو أكثر و أكبر من ذلك عندما تستقر في سويداء القلب و تكون أكثر استعداداً دع الحواس وأغراضها تهدأ فالحياة قصيرة والرغبة متفشية

امنح الإله بعض الوقت على الأقل إنه يسأل شيئاً بسيطاً منك وهو أن تتعرف على نفسك لأنك بالحق إذا ما عرفت نفسك فإنك ستتعرف عليه لأن الله و الروح جوهر واحد

البعض يقول ( تذكر أيها الإنسان إنك تراب ) هذا القول على الجسد والفكر و لكن الأسمى والأقدر والأحق والأقدس من الرؤى تصرح : تذكر أيها الإنسان أنك أنت الروح لا تفنى و لا تندرس و لا يَمسك الزوال أنت يا من أنت النفس ) هكذا يقول الرب و ما عدا ذلك فهو إلى الزوال و مهما عظمت الصورة فهي لا بد متلاشية فالموت والدمار هما من نصيب الصورة أو الشكل

الفكر خاضع للتبدل الشخصية هي الفكر والشكل لذلك قف جانباً ولترى أنك أنت الروح خلف الفكر وخلف الشكل وكل الفضائل تضيع في هذا الوعي ( إنك واحد مع الله ) بهذا فقط تكون خالداً بهذا فقط تكون طاهراً و مقدساً

لا تحاول أن تصبح معلماً إنك أنت المعلم ليس لك حاجة لأن تصبح هذا ولا ذاك أنت كائن ومهما بدت عملية الترقي نبيلة وسامية ستأتي الساعة عندما تدرك أن التقدم في الزمن ولكن الكمال في الأزل وأنت لست من الزمن بل من الأزل

هل توجد ألوهية ؟ إذن نعم إنك أنت هو إنك أنت هو
اعلم أن الكائن الأسمى هو في داخلك وجّه عبادتك للكائن الأسمى وإن أنواع العبادة وصنوفها هي معرفتك لوحدتك مع الله .

و للتأملات بقية ,إذا أسعفنا البقاء