كلُّ ما بداخلنا سيلاقي صدى في كل ما هو كائن خارجنا، وسيكون ذلك الصدى نعمة كبيرة لنا نتعرف من خلالها عن ما بداخل أنفسنا لأنَّ الداخلي يتجسَّد في الخارجي، وهكذا فإننا إذا أردنا أن نخلق عالماً جميلاً، فما علينا إلا أنْ نسقط أقنعتنا وقناعاتنا بكل شيء <وأنْ نسقط إحساسنا بكل شيء ما عدا الحب والامتنان، فبذلك «نكون ربانيين»، وبذلك نكون متصلين مع الحقل الموحِّد للوجود.
وبعد هذا الوصول أحسُّ بالجوع الشديد فأصنع لنفسي فطوراً سريعاً، وإذا بأصابع يدي اليمنى الثلاثة تحترقان بصحن حار، لماذا؟
لأني وصلت إلى الحقيقة العميقة، وصراع البرامج السلبية قد وجد طريقاً للتجسُّد عبر قانون العدل الإلهي من خلال قوانين الكارما الجبَّارة بالفعل وردِّ الفعل، لأنني سمحت لشيطان نفسي بالتربُّع قليلاً على عرش قلبي، فاحتاج ذلك البرنامج للتعديل عبر الألم، فتمَّ تُجسِّده عبر الحرق لأصابع اليد اليمنى، والتي وبالرغم من ألمها شعرت بمقدار عظمتها، عظمة نظم الكون الدقيقة، عظمة الرحمة الإلهية، التي تجسَّد لنا البرامج السلبية عبر المصاعب والأمراض والكوارث المادية، فرضيت عن ذلك رضى عميقاً، وإذ بي أخرج من دائرة الألم فوراً، وكأنَّ شيئاً لم يكن، وبالرغم من تشوه الجلد قليلاً، ولكنه عاد لحالته الطبيعية لأني فهمت الدرس فوراً ورضيت به فوراً، وإذ بابني الصغير يستيقظ فلا يتكلم وأحسُّ به يتساءل بداخله عما أفعله في هذه الساعة المبكرة، لماذا وضعت الفطور لنفسي، فأنظر إليه نظرة شفقة بأنني لولا أن ربطت قلبي بنور ربي ليطرد عني شيطان نفسي، لكنت ربطته مع ابني فيأخذ شيطاني مني، وهكذا تتم اللعنة بين الناس، مثل نقل المصاب بأحد الفيروسات القاتلة بفيروسه إلى إخوانه وذويه، وهكذا نحن نتبادل طاقياً مع كل من حولنا، فإذا كنا غير محافظين على مركزيَّتنا، غير متابعين لأنظمة تعبدية، ولأنظمة كونية، وغير عاملين لتحقيق ذواتنا بدوام تأمُّلنا وصلاتنا، فإننا سنُلحق لعنتنا بأطفالنا، وهكذا ستتحول الأمة إلى أمة ملعونة، تنتظر مَنْ يأتي لحرقها ودمارها ليجسِّد ما بداخل نفوس أبنائها من صراعات ونزاعات ضدية كارهة وحاقدة ومكفرة وناقمة، وهكذا لن يبقى إلاَّ الحب.
ولن يبقى إلا وجه الرب.
فهيا هيا، لنُحِبّ بعضنا بعضاً بارتباط كلٍّ منَّا بمركزية الحياة، بأحدية الحياة، بقدسية الحياة، بإله الحياة الواحد.
فنعي أحديَّتنا بحفاظنا على مركزيَّتنا، فلا حافظ لنا إلا هو.
فيوم ما سنمضي ولن يبقى إلا أريج أعمالنا
مهداة إلى الزميلة سلام الحاج وأسرة المنتدى الأحباء