thaer hudifa
عدد المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 10/06/2010 العمر : 60
| موضوع: الوقوف عند يافطة التوحيد الإثنين 14 يونيو - 1:49:38 | |
| لطالما كانت الحقيقة في جهة واحدة اسمها الصراط المستقيم و على الميزان، و لطالما كان و لا زال التوحيد غاية الحياة و فيه سر جمع المتناقضات حيث لا نسكن بالعالم النسبي أي عالمنا الأرضي إلا لكي نرى بالصور البطيئة كيف أن - الضد لا يظهر جماله إلا الضد - . فبالتوحيد توحد مع الذات و بالتالي تم خلع الصفات فلا جدال و لا نزاع و لا أنا و لا تعددية ذوات ، فهو ظهور قدسي للعقل الندسي يختبره الفرد كمكافأة على خلاصه من شرك الظواهر و البواطن و من لعبة الناطق و الأساس أي من دائرة المادة و الأثير، فلا احتمال مع التوحيد لمعنيين و لا وجود لمعنى خاص و لا عام فقد ذاب كل شيء في محيط النعمة الإلهية ، هذا من منظار الحقائق التوحيدية .
أما إذا أردنا استخدام مناظير أخرى عقائدية أو فردية ، زمنية أو مكانية فإننا سننظر بعين التعددية لأننا ضللنا الطريق و قست طباعنا و تربع الضد على عرش قلوبنا و لو قليلا، فنرى أننا أصحاب مذاهب و تيارات و من أتباع معلمين و مدارس و جماعات و نرى أن للآخرين مذاهب و أننا من أصحاب الجنة و الباقي كفار و على النار، هذا الوهم العقائدي سببه الرئيسي هو الجهل بالتجربة التوحيدية العرفانية و التي لا تتم إلا بعقل الإنسان الكلي أي برباط سري من ذلك العقل الخلاق الذي فيه ذاتية فردية و نوره جذوة كامنة في كل ذات، و التي من خلالها أي الواحد في الأعداد التالية يحدث تناغم بين شاكرا التاج و مقام القلب النابض عقلا و قلبا بالحب فيحدث التقاء التوأمين لاختراق دائرة الانفصال و الفرق لتصبح كل الذوات في دائرة أحدي الذات بإلهام ( يحبهم و يحبونه) بعد أن سمعوا النداء لمّا أشار عليهم في قوله بالأنجيل ( خرافي تعرفني و هم ليسوا من هذا الزرب ).
فكل عقائدنا و أقوالنا عن التوحيد لا تتعدى الظواهر و خصوصا مع محنة آخر الوقت بتجديد الظاهر في القلوب لأننا ننظر من مقام الانفصال و الفرق حيث لا زال الصدى يردد : ( وأما شموسنا هذه المشرقة من المشارق الإلهية فلها لدينا أمامكم مقامان مستقران ذوا رحلتين، فأحد هذين المقامين هو مقام التوحيد و رتبته التفريد و لا يمكن الاختلاف بذلك و إلا بطلت الحجة و انهار البرهان من قول الكتاب – لا نفرق بين أحد من رسله – أي منهم أي من ذواتهم في الباطن، إذن امتنع التفريق و ثبت التفريد و أما ثاني المقامين الأصلين فهو مقام التفصيل و عالم الخلق و الإبداع و درجات حدود الهياكل البشرية ففي هذا المقام تتفاوت النسب و تختلف الحالات فلكل واحد من أولئك هيكل معين مرسوم و شان مقرر و إعلان مقدر و ظهور بحسبان و حدود مخصوصة، و كذلك كل هيكل منهم موسوم باسم و منعوت بنعت و مأمور بأمر بديع من صاحب الأمر البديع، و هو منهم – كل يوم هو في شأن – مخصوص، و هم منه – لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه – و تلك المراتب و المقامات و الكلمات المتباينة النازلة عليهم من سماء ينابيع العلوم السبحانية هي في الحقيقة جميعها كلمة واحدة من لدن واحد و من فم واحد لشأن واحد في كون واحد ، و بما أن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة تلك الهياكل القدسية و لم تُكشف عنهم أغطيتهم قد اضطربوا و زُلزلوا زلزالا شديدا و جعلوا أصابع آبائهم في آذان قلوبهم و نأوا بجنوبهم عن تلك الهياكل المتحدة ) .
وهكذا يتربع المسافر إلى تلك القرية تحت يافطة البلدة بدلا من متابعة المسير نحو الهدف و الغاية و شتان الفرق الكبير بين الهدف و الغاية ، فيقف الفرد عند اسم البلد المشار إليه و يلهو بما لديه من ألفاظ، طالبا الراحة بعد التعب، مطمئنا نفسه بأنه قد نال الأرب و أنه بحقيقة التوحيد، لكنه بحلمِ نومٍ أو يقظة تحت لافتة على الطريق تشير إلى مدائن التوحيد، فينام قبل الوصول و ما درى أنه لن و لم يجنِ أي محصول، فقد قيل فيه ( و ما كان قد رأى جمالنا بل رأى ضلال ضل أنوارنا )
أليس مثل من تربع عند العلامات والإشارات اللفظية كمثل من تسمر تحت علامات المرور جانب الطريق وبنى لنفسه قرية على حسب إمكانياته و أقام الملاهي و الاستراحات و المشافي و المحطات و نصب نفسه حاكما على البلاد و قال أنا الحاكم فوق الجميع و ما درى بالحاكم و لا المحكوم بل تخيل ما اعتقده و عاش على وهم اعتقاده عند إشارات لوحاته اللفظية و الزمنية ناسيا غاية الإبداع غير مستشعر لأصداء الرجع بقرب فجر ليلة الوصول.
| |
|
wajdytay
عدد المساهمات : 660 تاريخ التسجيل : 10/02/2010
| موضوع: رد: الوقوف عند يافطة التوحيد الثلاثاء 15 يونيو - 11:24:35 | |
| وهكذا يتربع المسافر إلى تلك القرية تحت يافطة البلدة بدلا من متابعة المسير نحو الهدف و الغاية و شتان الفرق الكبير بين الهدف و الغاية ، فيقف الفرد عند اسم البلد المشار إليه و يلهو بما لديه من ألفاظ، طالبا الراحة بعد التعب، مطمئنا نفسه بأنه قد نال الأرب و أنه بحقيقة التوحيد، لكنه بحلمِ نومٍ أو يقظة تحت لافتة على الطريق تشير إلى مدائن التوحيد، فينام قبل الوصول و ما درى أنه لن و لم يجنِ أي محصول، فقد قيل فيه ( و ما كان قد رأى جمالنا بل رأى ضلال ضل أنوارنا ) لا فض فوك أخي الكريم ثائر مواضيعك دائماً هي بمثابة كنز وجواهر
ودرر ثمينه بارك الله فيك وفي عطاؤك إلا محدود أدام الله
عليك ما وهبك من نعمه وبارك الله فيك ولا حرمنا الله من
جميل اقوالك ومواضيعك الرائعه والفائقة الجمال والمعرفة
الحقه تحياتي لك سلمت يداك صديقنا العزيز ثائر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| |
|
نادين
عدد المساهمات : 514 تاريخ التسجيل : 21/01/2010
| موضوع: رد: الوقوف عند يافطة التوحيد الثلاثاء 15 يونيو - 15:13:52 | |
| - thaer hudifa كتب:
فكل عقائدنا و أقوالنا عن التوحيد لا تتعدى الظواهر و خصوصا مع محنة آخر الوقت بتجديد الظاهر في القلوب
مداخلة بسيطة حول العقيدةأعظم شيء يكون في القلب ويسلم به القلب ويصلح به الجسد والقول والعمل والإرادة والنية والأخلاق والسلوك والتفكير هو العقيدة، وهذا هو المفهوم الصحيح والمعنى الصادق لكلمة العقيدة، وإذا تقرر ذلك فإنه لابد علينا أن نسعى في تصحيح عقائدنا لما لذلك من الأثر الكبير على أعمالنا وأقوالنا وأخلاقنا وإراداتنا في صحتها أو بطلانها، ويجب علينا أن نعرف عقائد من حولنا لأن هذا أهم وأوثق ما يمكن أن نطلع به على صلاحهم من فسادهم في أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم وإراداتهم. لك تحياتي | |
|