قيل يا مارينا:
الموجودات لا تدرك إلا بالمحسوسات.
فكل ما هو موجود(فكر كان أو شكل) ليصبح واقع يجب أن يدرك بأحد الحواس ليكون حقيقة مادية .
لذلك عندما تفكرين بشيئ يبقى بعالم الفكره موجود ومخلوق ولتظهريه لعالم الواقع يجب أن تستعملي قوة وهي الكلمة فتعبري عن موجودك في الفكر بكلمة فيصبح شكل في عالم الفكر, ولتظهريه للواقع يجب أن تقومي بالفعل وهو قوة الكلمة(كن) فيتجسد ما بالفكر لواقع حقيقي يشعر به الانسان لأنه يدركه بحواسه.
لذلك لم تدرك الأرواح ذواتها وهي موجودة بالعقل الكلي للإله حتى استعمل الكلمة بقوة الفعل (كن) فكان الخلق والمادة.
ويقول في رسائل فرعونية قديمة لأحد الأنبياء الفراعنة واسمه امنحوتب به أو هرمس باليونانية أو ادريس بالاعربية عن لسان الله وسبب الخلق:
(كنت كنزا مخفيا فأردت أن أُعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني)
من ناحيتي يا مارينا أنا لا أوافق اللا دينيين فكرهم مع أنهم يعرون الدين البدائي بألقاء الضوء على خرافاته وثغراته, لكنهم في النهاية لا يقدمون بديل روحاني بل يقدمون فوضى وعبثية روحانية.
نعم أنا معك هذا المفهوم البدائي لله سوف ينتهي وسيكون هناك وعي روحاني يتجاوز مرحلة الشريعة وحدودها نحو فهم جديد للأنسانية تقوم على اساس العلم والفكر النير الا محدود بعلاقة العبودية لله بل بعلاقة الله أنا ولست أنا الله.
وقد قال أخوان الصفا ذلك قبل ألف سنة وصلبهم العباسيون حين قالوا:
أضعف الأيمان أن تقول لا إله إلا الله, وأعظمه أن تقول لا أنا إلا أنا
وقد أكون مخطأ في كل ما قلت, بالنهاية من أنا وما أدراني بأن ما أفهمه هو الحقيقة لكنه مجرد فهم