نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً بعنوان (الحياة الليلية في دبي) كتبه ويليام بتلر بتاريخ 16 مايو 2010 ويتحدث فيه عن الحياة الجنسية لامارة دبي وقد عاش في دبي لاربعة سنوات قبل ان يعود اخيراً الى بريطانيا.. وفيما يلي نص التقرير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فتاة شقراء تلبس ملابس ضيقة وقصيرة، تجلس على المقعد على البار بجانبي وتبدأ الدردشة.. اين انت؟ منذ متى وانت هنا، اين تقيمين؟ .. سالتها ماذا تفعلين من اجل لقمة العيش .. قالت "هل تعرف ما اقوم به".. فاردفت بالجواب "انا عاهرة".
حينما نظرت حولي في البار الذي يقع في الطابق الثاني من احد فنادق فئة خمسة نجوم الفخمة البراقة، كان من الواضح ان كل أمراة موجودة في المكان كانت عاهرة.. كان الرجال هم المقامرون المحتملون عليها، او على الاقل متسوقين للمتعة في المكان.
بينما كنا نتحدث، قدمت لي جيني من مينسك (روسيا البيضاء) عرضاً تقدم بموجبه "كل شيء" يعجبني "طوال الليل" مقابل 500 جنيه استرليني، وكان العرض سيكون افضل لو كنت مقيماً في الفندق الذي كنا نشرب فيه، ولكن ان لم اكن اقيم فيه، فهي تعرف فندقاً قريباً ارخص، لكنني رفضت العرض.
هذه ليست الحارة الحمراء في امستردام (العاصمة الهولندية)، او منطقة (ريبر باهن) في هامبورغ الالمانية، او في حانة بمدينة شنغهاي، لقد كنا في مركز مدينة دبي، المدينة التي سجنت فيها امراة غربية لانها قبلت رجلاً على خذه انها المدينة الاسلامية على جزيرة النبي محمد حيث يجتمع المؤمنون خمس مرات في اليوم من اجل اداء الصلوات وحيث يتم اعتقال من يحتسي الكحول بشكل علني، وحيث الزنا جريمة عقوبتها الحبس، وحيث ينصح المتسوقون بعدم القيام باي عرض علني للتعبر عن محبتهم مثل ان يقبلوا بعضهم بعضاً.
يبدو ان ايمن نجفي وشارلوت ادمز اللذان قضيا عقوبتهما في سجن في صحراء العوير كانا غير محظوظين، لانه وفي الحقيقة فأن النشاط الجنسي في دبي يجعل الشعر يقف في رأس اي غربي حتى رقبته، وبعض المقيمين فيها يطلقون عليها اسم (سدوم) و(عمورة).
الحياة على الشواطئ، التجمعات في المقاهي، حياة باذخة، سيارات سريعة هي كلها امور لها علاقة (بالرومانسية) في عقول الاوربيين والامريكيين، وهنا قدر لابأس به من الرومانسية المشروعة في دبي، الفتيات الغربيات يقعن في حب الشباب اللبنانيين الوسيمين، الزوار الذكور يذهبون للبحث عن النساء في كل مكان، العلاقات في المكاتب وعلى الشواطئ امر وارد.
لكن معظم (الرومانسية) الممارسة في دبي هي مقدمة لممارسة الجنس، وحيث يراها الوافدون على انها القاعدة، وحيث يتم غض البصر ايضاً من جانب السلطات.
النادي الليلي حيث اقتربت مني جيني يعد من اهم النوادي الليلية، حيث يتم ارتداء الملابس الغالية وحيث يقفن البنات صفوفاً من اجل الحصول على دولارات رجال الاعمال الاثرياء والسياح.
هناك الكثير من هذه المؤسسات، تقريبا جميع الفنادق ذات الخمسة نجوم هناك "فتيات عاملات" يسمح لهن بالعمل، بل يتم تشجيعهن على العمل، من اجل سحب الاموال من رجال الاعمال.
في النوادي الرياضية والبارات تتنافس الفلبينيات مع الروس والنساء من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق من اجل تقديم خدماتهن للرجال بادنى سعر، في الاجواء القديمة من المدينة وخصوصا في ديرا وبر دبي، فأن الصينيات تسيطرن على جميع فنادق فئة الثلاث نجوم او حتى في الشوارع رغم ان ذلك يعد نادراً الان.
من المستحيل الحصول على عدد العاهرات في دبي، السلطات لن تقدم ابداً مثل هذه الارقام، ومن الصعب ايضا حساب العاهرات المتخفيات او من يمارسن الجنس في اوقات الفراغ، لكن احد الاحصائات يشير الى نحو 30 الف عاهرة لسكان دبي البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة، ولو قمنا بمقارنة هذا الرقم في بريطانيا، لكان ذلك يعني ان سكان غلاسكو وليدز كلاهما يمثلان عدد العاهرات في دبي.
بالتأكيد هناك مدن اخرى في العالم تمارس اقدم مهنة في التاريخ فيها، ولكن ما يجعل الدعارة في دبي مختلفة هو مستوى القبول له من العملاء، ومن الواضح ان سلطات المدينة الاسلامية هذه، رغم ان ذلك يعد غير مسموح به في قانون دولة الامارات العربية المتحدة، الا ان الدعارة في دبي يعد "هواية وطنية".
لقد رأيت بنفسي ملفات بارتفاع نحو 6 انشات من المعاملات حيث يتم منح تأشيرة سياحة الى روسيات وارمينيات واوزبكستانيات، الصور الموجودة في هذه المعاملات تدل على ان النساء في العشرينات من عمرهن يحاولن الحصول على تأشيرات لمدة شهر واحد لقضاء عطلة في الامارة.
ربما عايدة التي قدمت احدى طلبات الدخول، ستقضي الصباح في اعمال الخدمة، وبعد الظهر على الشاطئ، وتستعد في الليل لتبيع نفسها في الحانات والفنادق وسلطات الهجرة في دبي تعرف ذلك، ولهذا على متابع تأشيرات الدخول ان يحصل على اجوره البالغة نحو 300 جنيه استرليني.
كلما ارتفعت في السلسة الغذائية الاماراتية كلما كبرت الجوائز التي تحصل عليها، جميع المواطنين الاماراتيين لهم الحق في ادخال عدد من الوافدين، منهم من يستخدمهم لاعمال الخدمة او ان يسوق سيارة خاصة، لكن هولاء المواطنين يقومون ببيع تاشيراتهم الزائدة عن حاجتهم الى وسطاء يقمون من خلالها بادخال نساء يعملن بشكل كامل ودائم في الامارة، وكلما كبر مركز الاماراتي المالي والاجتماعي، كلما زادت حقوقه في الحصول على مزيد من تأشيرات الدخول باعتباره كفيلاً.
الاف النساء يشترون فرص عمل بدوام كامل للاقامة، ويمثل لهن الاقامة لثلاثة اعوام في دبي، مرحلة للانتقال من الحرمان الذي كانوا يعيشونه في بلدانهم او البقاء على قيد الحياة في يريفان او مسك او بيشكيك.
مع تأشيرة اقامة تصل تكاليفها الى نحو خمسة الاف جنيه استرليني لكل مرة، من الممكن اعتبارا ذلك تنازل مالي طفيف حتى بالنسبة للمواطن الاماراتي الغني، لكونه يضمن لهم الحصول على الجنس، حيث يشكلون النسبة الاكبر من المستفيدين من هذه الخدمات.
في جميع انحاء البار الذي قابلت فيه جيني كان يمكن لك ان ترى عرباً وخصوصا السعوديين الهاربين من جحيم بيوتهم الوهابية الصارمة الى نهاية الاسبوع المليئة بالخمر والجنس في فنادق دبي.
فئة اخرى من المستفيدين هم من الاوربيين والامريكيين، من اللافت للنظر كيف يمكن ان يكون الامر عادياً بالنسبة لهم جميعا، تبدأ بالشرب ثم الاقتراب من البار حيث يتمركز "ذلك النوع من النساء" للانتظار، وفي الغرب يمكن لبعض المجموعات الرافضة ان تهاجم مثل هذه الاحوال، ولكن في دبي يبدو الامر معتاداً كما هو معتاد لديك مشاهد الافلام في وقت متأخر من الليل.
السكان الذكور اللذين يعيشون في دبي مع علائتهم قد يبدون مقيدين معظم السنة، ولكن حينما يحل الصيف حيث تهاجر العائلات الى مواطنها، فأن التغيير الذي يعيشه الذكور في المدينة يبدو مذهلا.
العاملون من المستوى المتوسط مثل المحاسبين والعاملين في البنوك والتسويق يكونون خلال عشرة شهور ازواج مخلصين ، ويتحولون في يوليو واغسطس الى فحول يتجولون في بارات شارع الشيخ زايد.
تروى الحكايات حول طاولة فيها عدد من مشروبات البيرة، يتم تبادل العناوين، والاسعار، وفقاً للجنسيات والاداء، قد تحس انك تناقش مباراة في دوري ابطال اوروبا، وليس جنساً مدفوعاً.
لقد سمعت الكثير من الاسباب المالية لما يسمى بعملية العولمة، انه مظهر اخر من مظاهر الميل بين الشرق والغرب وحيث يرحل مركز قوى العالم الى الشرق الان.. بحكم تجربتي فأن العديد من الرجال يكونون غير مخلصين اذا امتلكوا الفرصة والاستثناء المعقول بانه لن يتم الكشف عن خياناتهم، بالنسبة للوافدين في دبي، اشهر الصيف تقدم افضل مختبر افتراضي لما يسمى "الخيانة الزوجية".
فوق كل ذلك، هناك فرصة، ان تقرر الخادمة الاندونيسية التي تعمل في بيتك على ان توسع من نشاطع عملها فيه، فمقابل سعر معين يمكنها ان تترك لك رقمها على ورقة تقدمها لك مع فاتورة بطاقة الائتمان "في حال اردت اي شيء اخر". وكذلك مقلمة الاظافر الفلبينية يمكن ان تقدم لك اقتراحات بان تقدم لك خدماتها في غرفة خاصة.
ورغم ان بيع الجنس محرم بموجب الشريعة الاسلامية،، فان السلطات نادراً ما تفعل شيئاً حيال ذلك، وفي مناسبات قليلة يتم كسر هذه الحلقة بخطوة كاغلاق منشأة بالقرب من المطار، ومن ثم تم العثور على منطقة خاصة في سوبر ماركت لممارسة الجنس ، وحينما طلبت السلطات اغلاق المنطقة، انتقلت الفتيات الى مكان اخر لممارسة عملهن.
هناك قصص اخرى تظهر بين الحين والاخر في الصحف المحلية عن عصابات الاتجار بالبشر واعتقال المستغلين، ولكنها اشياء ذات مستوى منخفض تتضمن عصابات اسيوية وصينية وهندية او نيبالية. المشكلة الحقيقية هي الاعمال التجارية الراقية التي تنال موافقة رسمية، وحتى مع المشاكل المالية التي تعيشها الامارة فان تجارة الجنس في (سدوم وعمورة) تبدو مزدهرة.