يشتاق لسماع كلمة تعبر عن مشاعرها تجاهه وتشتاق هي أيضاً..
- يتمنى حركة جديدة في بيته، فيها هي، في أولاده، وتتمنى هي أيضاً..
- يهوى الانطلاق في عالم المغريات وتهوى هي أيضاً..
- يعشق لغة الحوار والأخذ والعطاء والنقاش وتعشق هي أيضاً..
- يريد أن يعزف على أوتار الذكريات، والتأمل في الحاضر، والنظر إلى المستقبل، وكذلك هي..
أتدرون من هما؟ إنهما الزوجان!
فكل منهما لديه رغبة، وأمنيات، وعشق، وتطلع، لكن قدراتها مجمدة، وأمنياتهما معلقة، وهمومها مشتركة.. لكن مع وقف التنفيذ!
حقيقة إنها مأساة.. فلماذا؟ لأنه بارد وهي باردة، والسبب أعذار واهية، كأن تقول: إنني أخجل أن أقول: أنت عيني، أو عمري، أو حياتي، وهذه بلا شك من الألفاظ التي تقرب النفوس وتكسر الوحشة بينهما.. وفي المقابل لا تخجل أن ترفع صوتها أو تسمعه ألفاظاً بذيئة، أو تهينه.. وهو كذلك!!
عجباً! فكيف يستطيع لسانها حمل البذاءة، والعجز عن قول الألفاظ التي فيها صدقة! أليست الكلمة الطيبة صدقة؟ بلى. والله إن لها مفعول السحر أيضاً على الحياة الزوجية.
وبعد هذا، دعوني أهمس للشجاع منكما الذي يريد وجه الله والدار الآخرة فأقول:
ابدئي.. ابدأ!
إن الطرف الذي يريد أن يدب الدفء في حياته الزوجية عليه أن يبدأ بكل شجاعة بتلقين الطرف الآخر كلام الحب والهيام، فلا نداء إلا بها، نحو: يا عمري، اسمع يا حبيبي، وهكذا، حتى يتجرأ الطرف الآخر على قولها.
لابد أن تكون لغة الحوار مبنية على مقدمة، كقول الزوج أو الزوجة: سأستشيرك بأمر لأن رأيك يهمني، أنا بدونك أعد صفراً على الشمال، أشعر براحة عندما أتحدث إليك، وهكذا.
احذر.. احذري مزالق الشيطان فبعض الأزواج ـ هداهم الله ـ يقول: أخشى أن أقول أو أفعل فيصيب الطرف الآخر الغرور.
وها أنا أقول قد خشيتما فأصابكما البرود والملل ووصل الأمر إلى فداحة الشكوى والتذمر.. فاختصرا الطريق للوصول إلى البريق!!